clavier arabe

الخميس، 21 يناير 2010

الحرب على الارهاب

هذا المقال بمناسبة مرور عام على تولى أوباما وقصة الحرب على مايسمى بالارهاب
فى سبتمبر عام 1793 أعلن مجلس قيادة الثورة الفرنسية بعد أن أعدم لويس السادس عشر بالمقصلة أن الرعب هو قانون اليوم
وعندما جاء نابليون الى مصر ولمواجهة المقاومة الشعبية قال "كنت أقطع رأس ثلاثين شخصا فى كل ليلة " فقد كان مقتنعا أنه يجب اشاعة الرعب حتى ينال الاحترام ونسى هذا الاحمق ذو الثمانية وعشرين عاما وقتها والباحث عن الاحترام الذى لم تعطه اياه جوزفين أن المقاومة أجبرته على الرحيل فى زى امرأة وأن الذى أحدث الانبهار للمصريين هم علماء الحملة الفرنسية وليس جنودها وأن المصريين اندهشوا من طواحين الهواء والتجارب الكيميائية ولم ترعبهم المدافع الفرنسية
ان الثورة الفرنسية هى التى زرعت الارهاب فى العالم وهى الأن تحصد ما زرعته
ان أضعف الحيوانات حين يرى الخطر قادما لا محالة فانه يلجأ للدفاع عن نفسه ان القطة اللطيفة ذات الفراء الناعم لها أيضا مخالب

وعلى نفس النهج وعلى النفس الدرب الأهوج سارت العصابات الصهيونية لتبث الرعب فى قلوب الفلسطينيين من أجل التهجير ولكن تراكم النوائب جعل عجلة التاريخ تدور فى الاتجاه العكسى يقول اريك موريس والان هو فى كتابهما الارهاب والرد عليه "لم يخطر ببال الاسرائليين يوما أن أؤلئك الفلسطينيين الذين يعملون لاسترداد أرضهم سيعون الدروس المريرة المستفادة مما فعله الاسرائليون وأنهم سيحاولون تطبيقها عندما يحين الوقت "
عجيبة تلك صروف الدهر رغم كل مواقفها المعلنة وقانونها الواضح الأبلج الا أن عيون البشر كثيرا ما يصيبها الخلل
وكذلك التعرض للأديان بأساليب همجية وألفاظ سوقية مبتذلة يشعل الصراعات
وكم كنت أود أن أعرف من هو الاحمق الذى يضع برامج التأثير النفسى للقس القابع فى قبرص فما يفعله يأت بغير ما يبغى تماما
فالسباب والشتم يضع حاجزا بينه وبين المستمع ويفقد ما يقول المصداقية تماما بل يؤدى الى اثارة الاحتقان والفوران العاطفى انه يلجأ الى الاستفزاز وليس الى الموضوعية الى اثارة الاحتقان وليس اثارة العقل مما يؤدى الى نتائج مدمرة لن تأتى بالخير أبدا من حقه أن يسأل فقد سألوا قبله رسول الله ولكن ليس من حقه أن يسب
ان اشاعة الرعب وسباب الأديان لن يجلب أمنا بل سيسكب المزيد من الزيت على النار سيشعل الصدور بشظايا تخرج الى أرض الواقع العشوائى بنفس طبيعته العشوائية
كما ان انسداد الافق السياسى سيأتى بنتائج غير محمودة يقول أريك موريس والان هو فى كتابهما السابق "هناك أجزاء من العالم تعانى فيها الشعوب المغلوبة على أمرها من قدر كبير من الاغتراب والقمع من قبل الحكومة حيث تسود التفرقة وعدم المساواة ويشعر الفرد بعجز شديد قبالة الحكومة والمؤسسات الكبرى وفى بعض الاحيان يرمز الاعتداء السياسى الى آخر ما تبقى للشخص البسيط من مقدرة يود لفت النظر اليها وبمقدور الارهابى أن يعبر عن رسالة الكثرة من الآخرين الذين يشعرون بالضيم ويفتقرون الى فرصة اسماع صوتهم ولذلك يشعر الثورى بالاحباط ولا يعثر على منفذ يساعده للقيام برد فعل تجاه الاحداث فانه يختار الارهاب وينبغى الاعتراف بهذه الاعتبارات لا كمبرر للارهاب وانما كوسيلة لالقاء الضوء عليه "
ولكن دعنى أضيف ان غياب المعايير الاخلاقية والقانونية الصحيحة تؤدى الى اشاعة الفوضى ان النظام العالمى اساسا قائم على عدم المساواة حيث يملك حق الفيتو عدد محدود من الدول كما انه يحكمه منطق القوة فالقوى هو الذى يضع القانون
وفلسفة الدولة ليست أيديولوجية انما تقوم على المساومة بمعنى الحاجات الاساسية مقابل الولاء مما يجعل الولاء لها ليس قويا فيجب أن تكون الدولة انعكاس لأفكار المواطنين وليست قامعة لها والقيادة تعبر عن الأغلبية السائدة لأن الدولة هى مجموع سلطات المواطنين وعقدهم الاجتماعى معها قائم على العدل والعقيدة
ان للتاريخ قوانين ينبغى للبشرية أن تعرفها فكما للكيمياء قوانينها فلحركة التاريخ مثل ذلك
من يملك القوة يملك السلطة ومن يملك القوة العادلة يملك السلطة المستدامة

- أقول للنظام المصرى ابعدوا عنى رعاعكم ودهماءكم وسوقتكم دعونى وشأنى ....عيب عليكم عيب










ليست هناك تعليقات: