clavier arabe

الأربعاء، 13 يناير 2010

المصريون ...وآل ابراهيم

بدأت العلاقة بين المصريين من ناحية وابراهيم عليه السلام وذريته من ناحية أخرى منذ الأزل علاقة راسخة تضرب بجذور ضخمة فى أحشاء الماضى التليد المفعم بالغموض فأحدثت نتائج مدوية غيرت قاطرة التاريخ و حين جاء ابراهيم الى مصر فى احدى رحلاته كانت تلك هى البداية
وحتى نستطيع أن نفهم تلك العلاقة جيدا لا بد من معرفة خصائص كلا الطرفين
ابراهيم عليه السلام ولد فى مدينة أور فى شمال العراق من أسرة غنية تمثل الطبقة الوسطى فى المجتمع وكل الانبياء جاؤا من تلك الطبقة الاجتماعية كما قال ابو سفيان فى حديثه لهرقل انه من أوسطنا نسبا , نشأ ابراهيم عليه السلام بين قوم من الصابئة يعبدون الكواكب والنجوم , يقيمون التماثيل والأصنام يعكفون عليها وحولها ولكنه كان رجلا شجاعا بوزن امة بل كان أمة فقد أورد القرآن الكريم أحداثا كان عليه السلام هو القائم بها فى جسارة غير مسبوقة وان لم يتضح لنا ترتيبها وتاريخ تتابعها
لقد كان ابراهيم يتميز بالمنطق والحكمة وادارة الحوار على مستوى عال من العقلانية فقد استدرج قومه وناقشهم فى معبوداتهم الكوكب القمر الشمس ثم يعلن لهم فى بلاغة قوية وفكر متدفق سلس براءته مما يعبدون انا قمة العقلانية حين تتجسد فى كلمات مضيئة و الايمان الابراهيمى صادر عن قناعة نفسية يسأل ربه كيف يحيى الموتى فيجيبه أولم تؤمن فيرد بلى ولكن ليطمئن قلبى فاذا باله ابراهيم يريه فى تجربة عملية لا تحتمل أى لبس مدى هوانة هذا الامر , اتخذ عليه السلام قرارا جريئا يصعب على المرء اتخاذه حتى وان كان نبيا وهى المواجهة رغم أنه كان وحده لقد حطم تماثيل قومه كلها الا كبيرها وهنا يقع المرء فى حيرة هل كان هذا الحدث قبل حواره العقلانى مع قومه أم بعده لا أستطيع الجزم ولكن هذا الحدث كان واضحا من القصص القرآنى أنه هو الحدث الذى أظهره جليا الى مسرح الأحداث سمعنا فتى يقال له ابراهيم ولكن العجب أيضا يصل ذروته فابراهيم الذى حطم الاصنام اذا ببنيه يعبدون الاصنام وحول البيت الذى بناه
وكأن الشيطان مع كل صنم جديد يقول ها أنا عدت يا ابراهيم انه الصراع الذى أبدا لن ينتهى بين الحق والباطل
حاوره النمرود فاذا بابراهيم بمنطقية شديدة يفند حججه ويبهته فلا يخرج الرجل حسا
ثم كانت محطة كبرى فى حياته حين اعتزل قومه وانطلق الى الأرض المقدسة ثم الى مصر ومعه زوجته سارة وتزعم التوراة أن حاكمها أغدق عليه المزيد من الاموال والدواب هدية له وخرج منها ابراهيم ومعه جارية تسمى هاجر تزوجها وأنجب منها طفلا صغيرا اسمه اسماعيل ولكنه ويا للألم أخذها من أرض مصر الفيحاء الرغداء الى أرض مقفرة موحشة الى واد غير ذى زرع عند البيت المحرم ويتركها ويمضى ويبدو أن تلك الجارية كانت مؤمنة باله واحد لا ندرى هل ابراهيم الذى علمها التوحيد أم كانت تعلم به وهى فى أرض مصر وانفجرت ينابيع الخير تحت أقدام الطفل و نشأت هنا لك أمة جديدة أخبرها الرب فى التوراة بأنه ستكون أمة كبيرة جدا جدا
كما يتميز ابراهيم عليه السلام بالكرم ما ان جاءه مجموعة ضيوف حتى جاء بعجل حنيذ كما انه على درجة قصوى من الحلم صفات قل أن تجتمع فى شخص بل قل نصيبها فى كل انسان أن تصل فيه الى ما وصلت عند ابراهيم
وكان عليه السلام حريصا بشدة على ذريته فبعدما استجاب لما فرضه عليه ربه من سنن الفطرة جعله الرب اماما للناس فيسأل ومن ذريتى لقد كان وهو يرفع القواعد من البيت يدعو لذريته بأن يرسل فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة واستجاب الله له

أما المصريون فهم شعب سامى عريق يقول البعض انه ينتسب الى مصراييم بن نوح عليه السلام يتميز بالطيبة والوداعة حب الفكاهة والتدين نشأعلى ضفاف نهر النيل القادم من وسط أفريقيا مندفعا بكل قوة يشق طريقه نحو الشمال عكس الطبيعة لقد كانت تصرفات ابراهيم كلها على غير ما كان عليه قومه فهل كان من هنا الالتقاء , وكانت الزراعة هى المحور الاساسى للمعيشة وكعادة المجتمعات الزراعية تنشأ محبة للدين لأنها تلقى الحبوب وتنتظر و ربما جاء من هنا صبر المصريين المميز كما أن أفئدتها ترنو الى ما تجود به ظروف الطبيعة عليها من خيرات فيضان للنيل وطمى يثرى ترابها فالمجتمعات الزراعية تميل للتدين لاحساسها بالضعف أمام قوى الطبيعة أما المجتمعات الصناعية فتلجأ للتدين من أجل الخواء الروحى ولكن هل كان المصريون يعرفون التوحيد من قصة مؤمن سورة غافر أنه كان عندهم يوم يسمى بيوم الأحزاب وهو كما شرحه ما ألم بقوم نوح وعاد وثمود فالقرآن حين يحكى قصة يستخدم مفردات القوم وقتها مثل يوم الزينة الذى أشير اليه فى قصة موسى لذلك لا أشك مطلقا فى أن يوم القيامة عند المصريين كان اسمه يوم التناد كما قال مؤمن سورة غافر بل من يقرأ كتاب الموتى عند المصريين وهو موجود حاليا فى المتحف البريطانى يجده يصف حياة البرزخ والحساب والميزان
ثم جاء ولد بعد ذلك من ذرية ابراهيم الى مصر ليصنع فصلا جديدا من العلاقة مع المصريين وكان نبى الله يوسف





ليست هناك تعليقات: