لا يعرف المسلمون وربما الكثير أيضا من الشيعة أن الطقوس التى تتم فى مناسبة عاشوراء أو عند المراقد الشيعية أنها طقوس وثنية وليست من الاسلام فى شىء وأنها تعود أساسا الى عبادة الام " سيبيل" التى كانت موجودة عند الفرس
فقد كان الكهنة وأتباعهم يضربون أنفسهم , ويجرحون سواعدهم , ويشربون من دمائهم حزنا على حبيبها "أتيس " ويحملون جنازة رمزية الى قبره فى احتفال مهيب , يسير خلفه الاتباع والكهنة وفى اليوم الثانى يقول لهم اؤلئك المخادعون :" قووا أنفسكم ايها العباد المتصوفون لقد نجا الاله , وستكون النجاة حظكم جميعا "
فما كانت صلواتهم عند المراقد الا بكاء وتلطيما
كما نشر المجوس نوعا من الطقوس يسمى عند اليونانيين " أسكيز" ويقصدون به اخضاع الجسم لسلطان الروح فكان الناس يضربون أنفسهم بالسياط , ويبترون أعضاءهم , ويجيعون أنفسهم , ويقيدون أنفسهم بالسلاسل فى مكان واحد . وهذا كله قد أورده "ول ديورانت" فى المجلد السادس من قصة الحضارة قيصر والمسيح تحت عنوان التيار الشرقى الجارف
بل ان ما أثير عن مصحف فاطمة وما تم فبركته من واقعة حرق البيت واسقاط حملها على يد الفاروق رضى الله عنه تأثر بما يعرف من تقديس النساء وعبادتهم عند شعوب البحر المتوسط مثل الام "سيبيل : عند الفرس وايزيس وهى تحمل رضيعها حورس عند الفراعنة و السيدة مريم عند النصارى وذلك لما للامومة من تأثير نفسى وعاطفى مع ادخال بعض الالحان الموسيقية فى تلك الصلوات المزعومة فيقومون بالهاب المشاعر عند الجموع الغفيرة لذلك تجد أيضا ان فى مدينة قم المقدسة لديهم قبر من تعرف " بفاطمة المعصومة " والكثير من قبور النسوة المقدسات لدى الشيعة
ومن رحم تلك العبادات المعظمة للأم خرج الاحتفال بعيد الأم وكأن الفاروق الذى أهلك الله على يديه مملكتهم لو مس فاطمة كان سيقف بنو هاشم مكتوفى الأيدى او جموع المسلمين
الم يقرأ هؤلاء قول المسلمين له والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بالسيف
بل ان اعتقادهم فى عصمة الائمة وأحقية أهل بيت رسول الله بالحكم من بعده متأثر بعادة فارسية قديمة وهذه القصة التى سأوردها هى أسمى تعبير عن ذلك فبعد أن قتل شروى أباه بعد هزيمة الفرس على أيدى الرومان وعقد صلحا مع هرقل فشا وباء قاتل فى بلاد الفرس وقتل فيه الملك الجديد ونودى بابنه ذو السبعة أعوام ملكا عليهم ولكن قائدا يدعى" شهر براز" قتل الغلام واغتصب العرش ثم قتل شهر براز نفسه بعد ذلك بأيدى جنوده وجروا جثته فى الشوارع وهم يرددون هذا مصير كل من جلس على عرش الفرس ولم يكن يجرى فى عروقه الدم الملكى .... ويعلق ديورانت على ذلك بقوله أن الجماهير أكثر ملكية من الملوك
لذلك فهم يرون أهل بيت رسول الله كأنها أسرة ساسانية يمتد فيها الحكم لسلالته من بعده لا يعلمون ان النسب فى الاسلام ليس مبررا فابن نوح قال له المولى سبحانه انه ليس من أهلك وقول الرسول اعملى يا فاطمة فانى لا أغنى غنك من الله شيئا ويا عباس يا عم رسول الله اعمل فانى لا أغنى عنك من الله شيئا فمن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه كما لا يوجد فى الاسلام دما ملكيا أو دما مقدسا انه استعباد لبنى البشر فكلكم لادم وادم من تراب
ان بلال وصهيب فى الجنة وابوطالب ابو على فى النار
وحين ننتقل للوضع السياسى حاليا يبقى السؤال هل ستدخل ايران فى مواجهة مع الغرب ام ان الأمر لا يتعدى مناوشات كلامية فاننا لم نرى من ايران سوى جعجعة بلا طحين وقعقعة بلا قتال واستعراض أقرب الى السيرك القومى منه الى الاستعداد الحقيقى والجواب عندى ان الامبراطورية الفارسية المعاصرة استفادت هى والامبراطورية الرومانية من التاريخ حين دخل كلاهما معا فى مواجهة كبرى أنهكت كل منهما فى الوقت الذى تصاعدت فيه دولة العرب والمسلمين فقد أدت هزيمة الفرس قديما حين قام هرقل بمهاجمة ايران من الخلف حتى وصل الى مسقط رأس كسرى مدينة كلوروميه وأطفأ نارها المقدسة ثأرا لدخول كسرى بيت المقدس الى انهاك تلك الامبراطورية فأثار ذلك عليه حاشيته فخلعه النبلاء وذبحوا ثمانية عشر من أبنائه وقتله بعد ذلك ابنه شروى مما أدى الى الفوضى والتفكك الاجتماعى نتيجة حرب ضروس استمرت ستة وعشرين عاما كما أنهكت الحرب أيضا الروم ففى اليوم الذى أعاد فيه هرقل الصليب المقدس فرحا الى موضعه هاجمت سرية من العرب حامية يونانية بالقرب من نهر الأردن عام 629ميلادية
لذلك فنذر المواجهة تبدو بعيدة ولكن فى نفس الوقت العقيدة الغربية تقوم على وقوع حرب فى المنطقة تنتهى بانتصار المعسكر الغربى وسيطرتهم على العالم فكيف السبيل اذن لحل تلك المعضلة ؟ الحل هو أن يغض الغرب الطرف عن التمدد الايرانى ويعمل على تشجيعه ونشر العقيدة الشيعية فى المنطقة حتى اذا ارتدت شعوب المنطقة على أدبارها وانضوت تحت الراية الايرانية يهاجمها بعد ذلك الغرب وهذا يتضح ايضا فى نهاية فيلم 300 الذى أثار ضجة حيث مشهد النهاية يقود رجل بعين واحدة الجموع الاسبرطية لمحاربة الامبراطورية الفارسيةفلن يحارب الغرب ايران الا اذا انضوى المسلمون تحت رايتها لذلك يعمل على تقويتها ورفع أسهمها ويظهر نفسه وكأنه عاجز عن كيفية التعامل معها
كما ان تغاضى الادارة الأمريكية له سبب دينى احر لن أفصح عنه الا بعد أن يشكل نتنياهو حكومته حتى لا يتهمنى بأننى قد عصفت بمستقبله السياسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق