فى صبيحة يوم الاحد الثانى والعشرين من فبراير فى الساعة السادسة والنصف كانت الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثانى فرعون مصر القديم وفى مساء ذات اليوم فى نفس التوقيت تقريبا حدث انفجار الحسين فيا لسخرية القدر الفارق بينهما اثنا عشر ساعة ولكنه الفارق بينهما فى الواقع أكبر من ذلك بكثير انه تاريخ مصر كله وتجسيد للتغيرات التى طرأت على شعب مصر
فمنذ عهد رمسيس الثانى وحتى انفجار الحسين تقاطر على مصر الكثير والكثير امم ودول , شعوب واجناس فقد جاء الفرس والرومان والعرب والاتراك حكمنا عمرو وصلاح الدين , نابليون وكرومر , محمد على والحاكم بأمر الله , قامت الدولة الطولونية والاخشيدية والعبيدية والايوبية والمملوكية والدولة العثمانية والدولة العلمانية الحديثة
تاريخ طويل منذ عهد تعامد الشمس الى انفجار الحسين
ولم يحدث ان وصل العداء بين السلطة الحاكمة من ناحية وجموع الشعب وكل فئاته من ناحية أخرى الى هذه الدرجة حتى فى أصعب الظروف والاحوال ففى عام 2008 فقط ثلاثمائة اضراب فى طول البلاد وعرضها من الاسكندرية الى اسوان , فى سيناء فى الدلتا , لم تحدث هذه الاضرابات بهذا العدد فى عهد نابليون اوحتى المجاعة االمستنصرية لم يتمرد الشعب المصرى الخاضع عبر التاريخ الا قليلا
لقد سرت روح التمرد فيك يا مصر
وبغض النظر عن المواقف المختلفة من الانفجار الا اننا يجب ان نتفق على أمرين لا خلاف عليهما
أاولا ان الحكومة تتحمل المسئولية كاملة عما ألت اليه الامور فهى قد سدت جميع منافذ الاصلاح وقامت بتكبيل العمل السياسى بأشد القيود و أغلظها بمشورة سفير الموالد وانتهجت سياسة اقتصادية قاسية لا ترحم فقيرا او تنصف عاملا فأورثت فى النفوس الاحتقان والغبن وأحيانا الشعور بالتشفى في أى كارثة تحدث لها او لأقطابها وان نجاح الحكومة فى التصدى لما حدث فى عقد التسعينات واحتشاد الجماهير من حولها ليس بالضرورة ان يتكرر مرة أخرى فالوضع الاقليمى والظروف الاقتصادية ليست فى صالحها
وفى ذلك يقول ميكافيللى فى كتابه الامير { ان شخصين قد يعملان بأسلوب واحد وبطريقة متشابهة وقد ينجح أحدهما ويكون الفشل من نصيب الاخر وعلى هذا تتوقف ايضا التبدلات والتغيرات فى النجاح والازدهار فقد يحدث ان تكون الظروف المحيطة وعوامل الزمن ملائمة لشخص يعتمد على الحذر والروية وحسن التبصر فيجد النجاح فى النهاية ثم لا تلبث ان تختلف الظروف وعوامل الزمن فتجده وقد تحطت مشاريعه وأهدافه وذلك لأنه لم يلجأ الى تغيير طريقته فى العمل }
لقد فشل المسلمون الاوائل فى فتح القسطنطينية وقتل ابو ايوب الانصارى تحت ابوابها فى حين نجح بعد ذلك محمد الفاتح و فشل الفرنسيون فى مصر عسكريا فى حين نجح البريطانيون
ثانيا ان القوة الامنية الباطشة لن تستطيع ان تمنع تكرار العمليات مهما زادت من قوتها وقمعها بل على العكس قد يساهم اى رد فعل عكسى أحمق فى زيادة وتيرة الامر وشعور المصريين بالغبن والاستضعاف سيكون وقودا فعالا لها وكما قال ميكافيللى لولا شعور بنى اسرائيل فى مصر بالاستضعاف لما التفوا حول موسى عليه السلام .
وهذه حقيقة فلو ان فرعون مصر احتوى بنى اسرائيل بعد عودة موسى عليه السلام والله لما وجد موسى احدا يخرج معه ولخرج وحده , باستثناء أصحاب العقيدة طبعا وهم دوما قلة , ان قارون عندما وجد لقمة عيش له فى مصر بغى على قومه
وانظر الى قول بنى اسرائيل لموسى اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا لقد كانوا ينتظرونه ان يخلصهم
فوجدوا ان الامر لم يتغير ولكنهم التفوا حوله فليس امامهم حل أخر التفوا حوله ليس من أجل الاله بل من أجل الخلاص من الظلم لقد عبدوا الها اخر بعد النجاة , فما بالنا بأصحاب العقيدة , و انتصروا فى النهاية لأن فرعون لم يغير من سياسته الدموية ما زال يقول ما أريكم الا ما أرى حتى اختفى تحت امواج البحر
وعلى ذلك فان ايمن نور قد يكون هو الكارت القادم للادارة الامريكية ولكنه يعانى من مشكلة وهى زملاؤه القريبون منه فى السن الحاقدون عليه كما انه لا يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير وقد يتغلب عليها بالتحالف مع جماعة االاخوان المسلمين ولكنه فى حالة فوزه سيطلبون منه استحقاقات التحالف وهذا لن يرضى الادارة الامريكية
الا اذا فعل معهم كما فعل عبد الناصر وهذا أمر تكراره صعب وعلى ذلك يبدو المشهد المصرى بالنسبة اللادارة الامريكية فى غاية التعقيد
فمنذ عهد رمسيس الثانى وحتى انفجار الحسين تقاطر على مصر الكثير والكثير امم ودول , شعوب واجناس فقد جاء الفرس والرومان والعرب والاتراك حكمنا عمرو وصلاح الدين , نابليون وكرومر , محمد على والحاكم بأمر الله , قامت الدولة الطولونية والاخشيدية والعبيدية والايوبية والمملوكية والدولة العثمانية والدولة العلمانية الحديثة
تاريخ طويل منذ عهد تعامد الشمس الى انفجار الحسين
ولم يحدث ان وصل العداء بين السلطة الحاكمة من ناحية وجموع الشعب وكل فئاته من ناحية أخرى الى هذه الدرجة حتى فى أصعب الظروف والاحوال ففى عام 2008 فقط ثلاثمائة اضراب فى طول البلاد وعرضها من الاسكندرية الى اسوان , فى سيناء فى الدلتا , لم تحدث هذه الاضرابات بهذا العدد فى عهد نابليون اوحتى المجاعة االمستنصرية لم يتمرد الشعب المصرى الخاضع عبر التاريخ الا قليلا
لقد سرت روح التمرد فيك يا مصر
وبغض النظر عن المواقف المختلفة من الانفجار الا اننا يجب ان نتفق على أمرين لا خلاف عليهما
أاولا ان الحكومة تتحمل المسئولية كاملة عما ألت اليه الامور فهى قد سدت جميع منافذ الاصلاح وقامت بتكبيل العمل السياسى بأشد القيود و أغلظها بمشورة سفير الموالد وانتهجت سياسة اقتصادية قاسية لا ترحم فقيرا او تنصف عاملا فأورثت فى النفوس الاحتقان والغبن وأحيانا الشعور بالتشفى في أى كارثة تحدث لها او لأقطابها وان نجاح الحكومة فى التصدى لما حدث فى عقد التسعينات واحتشاد الجماهير من حولها ليس بالضرورة ان يتكرر مرة أخرى فالوضع الاقليمى والظروف الاقتصادية ليست فى صالحها
وفى ذلك يقول ميكافيللى فى كتابه الامير { ان شخصين قد يعملان بأسلوب واحد وبطريقة متشابهة وقد ينجح أحدهما ويكون الفشل من نصيب الاخر وعلى هذا تتوقف ايضا التبدلات والتغيرات فى النجاح والازدهار فقد يحدث ان تكون الظروف المحيطة وعوامل الزمن ملائمة لشخص يعتمد على الحذر والروية وحسن التبصر فيجد النجاح فى النهاية ثم لا تلبث ان تختلف الظروف وعوامل الزمن فتجده وقد تحطت مشاريعه وأهدافه وذلك لأنه لم يلجأ الى تغيير طريقته فى العمل }
لقد فشل المسلمون الاوائل فى فتح القسطنطينية وقتل ابو ايوب الانصارى تحت ابوابها فى حين نجح بعد ذلك محمد الفاتح و فشل الفرنسيون فى مصر عسكريا فى حين نجح البريطانيون
ثانيا ان القوة الامنية الباطشة لن تستطيع ان تمنع تكرار العمليات مهما زادت من قوتها وقمعها بل على العكس قد يساهم اى رد فعل عكسى أحمق فى زيادة وتيرة الامر وشعور المصريين بالغبن والاستضعاف سيكون وقودا فعالا لها وكما قال ميكافيللى لولا شعور بنى اسرائيل فى مصر بالاستضعاف لما التفوا حول موسى عليه السلام .
وهذه حقيقة فلو ان فرعون مصر احتوى بنى اسرائيل بعد عودة موسى عليه السلام والله لما وجد موسى احدا يخرج معه ولخرج وحده , باستثناء أصحاب العقيدة طبعا وهم دوما قلة , ان قارون عندما وجد لقمة عيش له فى مصر بغى على قومه
وانظر الى قول بنى اسرائيل لموسى اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا لقد كانوا ينتظرونه ان يخلصهم
فوجدوا ان الامر لم يتغير ولكنهم التفوا حوله فليس امامهم حل أخر التفوا حوله ليس من أجل الاله بل من أجل الخلاص من الظلم لقد عبدوا الها اخر بعد النجاة , فما بالنا بأصحاب العقيدة , و انتصروا فى النهاية لأن فرعون لم يغير من سياسته الدموية ما زال يقول ما أريكم الا ما أرى حتى اختفى تحت امواج البحر
وعلى ذلك فان ايمن نور قد يكون هو الكارت القادم للادارة الامريكية ولكنه يعانى من مشكلة وهى زملاؤه القريبون منه فى السن الحاقدون عليه كما انه لا يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير وقد يتغلب عليها بالتحالف مع جماعة االاخوان المسلمين ولكنه فى حالة فوزه سيطلبون منه استحقاقات التحالف وهذا لن يرضى الادارة الامريكية
الا اذا فعل معهم كما فعل عبد الناصر وهذا أمر تكراره صعب وعلى ذلك يبدو المشهد المصرى بالنسبة اللادارة الامريكية فى غاية التعقيد