القائد الايطالى الشهير بينيتو موسولينى أصابته حالة من النشوة الروحية الخالصة والنقاء النفسى الشفاف فكتب تعليقا على كتاب الامير لميكافيللى والذى كان موضوعه لدرجة الدكتوراة تعليق يستحق الالتفات والقراءة بعناية خاصة من قائد دخل حروبا طاحنة أو هكذا روج الينا وكان له فى الشأن السياسى مدا وذراع يقول موسولينى نقلا عن ترجمة الاستاذ طارق عبد الوهاب لكتاب الامير انه فى عام 1924 عندما كرم من فريق القمصان السوداء يقول "ان ثورات القرنين السابع عشر والثامن عشر قد حاولت أن تحل هذا الصراع الذى يكون فى كل تنظيم اجتماعى للدولة وذلك بأن أظهرت السلطة وكأنها صادرة عن ارادة الشعب الحرة وهذه خرافة فضلا عن كونها وهما فأولا لم يمكن بالامكان تعريف الشعب أبدا وهذا ككيان شىء أساسى هو كيان مجرد لا نعرف من أين بدأ وأين ينتهى ان صفة السيادة حين تطبق على الشعب تكون سخرية مؤلمة الشعب يرسل على أكثر تقدير ممثليه ولكنه لا يستطيع فى الحقيقة أن يمارس أية سيادة ان نظم التمثيل النيابى تخص الآلية وليس الاخلاق وفى البلاد نفسها التى تستخدم فيها هذه الألية أعظم استخدام منذ قرون وقرون تأتى ساعات حاسمة لا يطلب فيها من الشعب أكثر من ذلك حيث تنزع تيجان الشعب الورقية و وتأمره بأن يرضخ اما لثورة أو لسلم أو السير نحو حرب مجهولة ولا اجراء آخر فليس أمام الشعب الا الرضوخ والطاعة " حقا ان سيادة الشعب سيادة التيجان الورقية لا تستخدم الا قليلا للترويج الاعلامى للخداع وتحسين الوجوه القبيحة أما فى القرارات المصيرية تنحى تلك السيادة جانبا وتوضع على الحائط الى حين وهل الشعب يملك من زمام الوطن شيئا
وان كنت أختلف مع موسولينى فى تعريف الشعب ككيان والقراءة للتنظيم الاجتماعى للجنس البشرى ولكن الرجل يستمر "ان السيادة التى تمنح للشعب تسحب باللطف منه تسحب منه فى اللحظات التى يشعر بالحاجة اليها وتترك له وحده عندما تكون السيادة غير ضارة وممدوحة فتعطى له هل تتصورون حربا أعلنت بالرجوع الى الشعب ان الاستفتاء يسير سيرا حسنا عندما بكون بصدد اختيار أنسب مكان لوضع نافورة القرية " كم أنت صادم يا موسولينى لقد ذكرنى ذلك بقصة ذكرها ج.ج.كروثر فى كتابه قصة العلم عن المخترع الشهير اديسون فالرجل كانت أولى اختراعاته كان نظام كهربائى لتسجيل أصوات الناخبين بدقة وسرعة وهرول الى واشنطن لعرض الجهاز على المسئولين فأخبره رجال السياسة أنه أخطأ الهدف وسار فى االطريق الغير صحيح وربما الغير مقبول فأخر شىء يرغبون فيه هو فرز الاصوات بسرعة لأن هذا يفسد مناوراتهم التكتيكية من أجل عرقلة خصومهم وكسب أصوات الناخبيين ومنذ ذلك الوقت قرر اديسون ألا يبدد جهوده فيما هو غير مطلوب
ان سيادة الشعب أكذوبة كبيرة فى عصر لا يعرف الى الصدق سبيلا ان سيادة الشعب لا تأتى الا من سيادة المنظومة القانونية والتشريعية أن تعلو هى فوق الجميع لا تخضع لهوى أحد أو يتلاعب بمضامينها فرد
لذلك كان ايمان موسولينى بالقوة وحدها مفرطا لا كراه الناس على ما يؤمن به وكان ما كان ولكننى سأضرب لموسولينى مثلا آخر عن أناس لم يستخدموا القوة لأنها لم تكن متاحة لهم وقتها كل ما كان فى مقدرتهم ان يجأروا الى الجبال وألا يشاركوا قومهم الافكار الباطلة ومجاراتهم فى غياهب الهوى
فذهبوا الى الكهف وبعد حين من الزمن ابتعثهم الله ليوضح لهم أنه لم يخذلهم انظروا بعينى رؤوسكم التى لا تخطىء النظر هاهى الاحوال قد تبدلت والظروف قد تغيرت وأصبحوا هم رموز المجتمع وأقطابه تتناقل العامة سيرهم ويتحدثون عن مآثرهم ان الحجارة التى كانت سترجمهم تحولت الى مسجد يقام حولهم .....هيا فليعودوا الى رحلة الموت مرة أخرى لنعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا ان لحركة التاريخ يدا أعلى توجهها
ان الاصلاح لا يحتاج منا الا الى موقف فى وقت تبحث فيه المواقف عن رجال
- رغم أن كاتب المقال له رأى قاس فى الخليفة المأمون أشد وطأة مما هو فى كتب السنة الا أن الرجل كان محقا فيما قال ورغم أن أقوال الاقدمين من حكم لا أكررها مسلما بها الا بعد الممارسة الحياتية ومعايشة الواقع فاننى أوافق الرجل تماما فقد قال الرجل "أظلم الناس لنفسه من يتقرب الى من يبعده ويتواضع لمن لا يكرمه ويقبل مدحا ممن لا يعرفه "
نلتقى بعد العيد بمشيئة الله تعالى
الأربعاء، 10 نوفمبر 2010
الأربعاء، 3 نوفمبر 2010
فى فلسفة السلاح
يقول ميكافيللى فى كتابه الامير "على الامير ألا يستهدف أو يبغى شيئا الا الحرب وتنظيمها وطرقها وألا يفكر أو يدرس شيئا سواها حيث الحرب هى الفن الوحيد الذى يجب أن يتقنه كل من يصل الى مرتبة القيادة ....وكثيرا ما يرى الانسان أن الامير لا يلقى بالا بالحرب وفنونها والسلاح وأنواعه والتدريب على استخدامه ويكون همه الاول والأخير هو تحقيق ملذاته ورغباته يكون من السهل على الامير أن يفقد امارته ولا جدل فى رأينا أن ازدراء فن الحرب يكون سببا رئيسا فى ضياع الممالك والامارات وأن اتقانه والتمرس فيه هو السبيل الى الحصول على الدول والامارات وامتلاكها "
وحيث أن كتاب الامير يشكل العقل السياسى للقادة فى الغرب فاننا نقول بكل موضوعية أن الرجل قد أصاب فى هذا النقطة وهى أهمية القوة والترفع عن الرغبات المبالغ فيها الا ان هنالك خللا تسرب اليه لأنه اعتمد فقط الحرب والقوة رغم أهميتها الكبرى دون غيرها كسبيل لترسيخ الامارات فالخطأ فى اعتماد الحرب وحدها دون اللجوء الى قوة الافكار لأن الفكر أيضا له قوة تضارع قوة الحرب والاشكالية الغربية المعاصرة التى تعانيها بشدة هى ضعف الافكار المنتجة التى جاءت بها الينا وعدم قدرتها على المواجهة الشريفة فى الميدان واللجوء الى أساليب رخيصة عرجاء فى مواجهة نور الحقيقة الذى لا ينطفىء
وهذا ما أوقع الغرب فى المواجهة مع العالم الاسلامى انه يملك القوة والتقنية العلمية ولكنه يعانى من فقر فى المخاطبة الوجدانية والتنظيم الاجتماعى والقيم المثالية وعندما تدخل القوة فى صراع مع القيم حتما ستخسر وسترتد على أعقابها
ان الحرب وقوة الافكار صنوان لا يفترقان واذا اعترى احداهما الضعف أو الخوار انهار كلاهما فلابد للأفكار أن تمتلك القدرة على الاستمرار والقابلية للانتشاروالتراضى الداخلى انها مثل حبوب اللقاح المتطايرة عندما تجد من يوافقها تخرج مولودا جديدا وثمرة يافعة ناضجة فعندما رآى ميكافيللى أن الانبياء المسلحين انتصروا وحققوا نجاحات أكثر من الانبياء الغير مسلحين لأنهم استخدموا القوة لفرض ما يؤمنون به من قوانين نسى أن هذه القونين والتشريعات لها من القوة الفكرية التى توافق النفس البشرية وتتلاقى معها وليست متنافرة مع المنظومة الاجتماعية القويمة التى يحلم ويحتفى بها عالم البشر
فمهما امتلكت من قوة لن تستطيع أن تفرض قناعاتك على الآخرين الا اذا كانت تلك القناعات تتوافق مع العقل والوجدان مع الفكر والروح مع الواقع الاجتماعى والعدالة السياسية سأضرب مثلا لو أن مجموعة من المسجلين خطر قاموا بفرض سطوتهم على أحد الاحياء وجعلوا على العامة أوتاوات يدفعونها مرغمين بالطبع سيرضخ لها الجميع و سيتكيفون مع الوضع الجديد بل قد يتطوع البعض بالمساعدة وتقديم الخدمات أما حين يتدخل اؤلئك الاجراميون فى حياتهم الخاصة والشأن الاجتماعى هنا ستثور ثائرتهم وينتفضون للمواجهة
وهذا خطأ آخر وقع فيه ميكافيللى حين وضع تصورا الهزيمة للدولة التركية حيث يقول "أما الاسباب التى تجعل احتلال المملكة التركية صعبا فهى أن المحتل لا يمكن أن يأتى بطلب من أمراء تلك المملكة كما أنه فى سبيل تحقيق هدفه ألن يستطيع ن يعتمد على ذلك عن طريق ثورة يعلنها أؤلئك المقربون من شخص الحاكم حتى لو استطاع رشوتهم فلن يستطيعوا اقناع الشعب بتلك الثورة لذلك فانه كان من الواجب على كل من يفكر فى مهاجمة السلطان التركى أن يعتمد على قوته على على الضطرابات فى صفوف العدو حيث انه سيواجه جيشا متحدا ولكنه ان تمكن من النتصار عليه فلا يبقى أمامه الا الاسرة الحاكمة فاذا ما قام بالقضاء عليها لم يعد هناك ما يخافه أو ما يخشاه " والخطأ هنا أنه بعد الانتصار عليه وهذا ما حدث مع الخلافة العثمانية فانه حين يقوم بفرض ما يعتقد من منظومة حياتية ستصطدم مع قناعات الشعب ويحدث فوران بلا توقف
فمثلا مصطلح المواطنة يعانى من الاهتراء الكثير الذى يسخر منه أضعف الناس عقلا لأنه لا يضع الترابط الفكرى وهو الأهم فى الاعتبار ان الغابة ساحة للتعايش المشترك بين كثير من الحيوانات ولكن هذا التوحد فى أرض المعيشة لم يخلق التجانس بينها ويقيم الحياة الطيبة , لم يجعل مظلة السلام تؤلف بين أفئدتها المتناحرة , فعندما تتحقق العدالة والتوافق الفكرى بين البشر سيرعى الاسد مع الغنم ويضع الطفل يده فى جحر الافعوان
- قريبا بمشيئة الله تعالى ربما نفتح ملفات ساخنة وطازجة ....بالهناء والشفاء
قريبا بمشيئة الله تعالى
وحيث أن كتاب الامير يشكل العقل السياسى للقادة فى الغرب فاننا نقول بكل موضوعية أن الرجل قد أصاب فى هذا النقطة وهى أهمية القوة والترفع عن الرغبات المبالغ فيها الا ان هنالك خللا تسرب اليه لأنه اعتمد فقط الحرب والقوة رغم أهميتها الكبرى دون غيرها كسبيل لترسيخ الامارات فالخطأ فى اعتماد الحرب وحدها دون اللجوء الى قوة الافكار لأن الفكر أيضا له قوة تضارع قوة الحرب والاشكالية الغربية المعاصرة التى تعانيها بشدة هى ضعف الافكار المنتجة التى جاءت بها الينا وعدم قدرتها على المواجهة الشريفة فى الميدان واللجوء الى أساليب رخيصة عرجاء فى مواجهة نور الحقيقة الذى لا ينطفىء
وهذا ما أوقع الغرب فى المواجهة مع العالم الاسلامى انه يملك القوة والتقنية العلمية ولكنه يعانى من فقر فى المخاطبة الوجدانية والتنظيم الاجتماعى والقيم المثالية وعندما تدخل القوة فى صراع مع القيم حتما ستخسر وسترتد على أعقابها
ان الحرب وقوة الافكار صنوان لا يفترقان واذا اعترى احداهما الضعف أو الخوار انهار كلاهما فلابد للأفكار أن تمتلك القدرة على الاستمرار والقابلية للانتشاروالتراضى الداخلى انها مثل حبوب اللقاح المتطايرة عندما تجد من يوافقها تخرج مولودا جديدا وثمرة يافعة ناضجة فعندما رآى ميكافيللى أن الانبياء المسلحين انتصروا وحققوا نجاحات أكثر من الانبياء الغير مسلحين لأنهم استخدموا القوة لفرض ما يؤمنون به من قوانين نسى أن هذه القونين والتشريعات لها من القوة الفكرية التى توافق النفس البشرية وتتلاقى معها وليست متنافرة مع المنظومة الاجتماعية القويمة التى يحلم ويحتفى بها عالم البشر
فمهما امتلكت من قوة لن تستطيع أن تفرض قناعاتك على الآخرين الا اذا كانت تلك القناعات تتوافق مع العقل والوجدان مع الفكر والروح مع الواقع الاجتماعى والعدالة السياسية سأضرب مثلا لو أن مجموعة من المسجلين خطر قاموا بفرض سطوتهم على أحد الاحياء وجعلوا على العامة أوتاوات يدفعونها مرغمين بالطبع سيرضخ لها الجميع و سيتكيفون مع الوضع الجديد بل قد يتطوع البعض بالمساعدة وتقديم الخدمات أما حين يتدخل اؤلئك الاجراميون فى حياتهم الخاصة والشأن الاجتماعى هنا ستثور ثائرتهم وينتفضون للمواجهة
وهذا خطأ آخر وقع فيه ميكافيللى حين وضع تصورا الهزيمة للدولة التركية حيث يقول "أما الاسباب التى تجعل احتلال المملكة التركية صعبا فهى أن المحتل لا يمكن أن يأتى بطلب من أمراء تلك المملكة كما أنه فى سبيل تحقيق هدفه ألن يستطيع ن يعتمد على ذلك عن طريق ثورة يعلنها أؤلئك المقربون من شخص الحاكم حتى لو استطاع رشوتهم فلن يستطيعوا اقناع الشعب بتلك الثورة لذلك فانه كان من الواجب على كل من يفكر فى مهاجمة السلطان التركى أن يعتمد على قوته على على الضطرابات فى صفوف العدو حيث انه سيواجه جيشا متحدا ولكنه ان تمكن من النتصار عليه فلا يبقى أمامه الا الاسرة الحاكمة فاذا ما قام بالقضاء عليها لم يعد هناك ما يخافه أو ما يخشاه " والخطأ هنا أنه بعد الانتصار عليه وهذا ما حدث مع الخلافة العثمانية فانه حين يقوم بفرض ما يعتقد من منظومة حياتية ستصطدم مع قناعات الشعب ويحدث فوران بلا توقف
فمثلا مصطلح المواطنة يعانى من الاهتراء الكثير الذى يسخر منه أضعف الناس عقلا لأنه لا يضع الترابط الفكرى وهو الأهم فى الاعتبار ان الغابة ساحة للتعايش المشترك بين كثير من الحيوانات ولكن هذا التوحد فى أرض المعيشة لم يخلق التجانس بينها ويقيم الحياة الطيبة , لم يجعل مظلة السلام تؤلف بين أفئدتها المتناحرة , فعندما تتحقق العدالة والتوافق الفكرى بين البشر سيرعى الاسد مع الغنم ويضع الطفل يده فى جحر الافعوان
وهذا ما صنع كل الصراعات مع الغرب حتى الآن فعندما تعجز التصورات الغربية فى التوافق مع الشعوب وتحقيق السكينة الروحية والقبول العقلى فسيسرى فيها رغبة التمرد المحمومة خاصة اذا كانت تؤمن بمنطق القوة واقتناء السلاح كفريضة دينية ورغم أن سبينوزا له من الشطحات الفكرية الكثير والدانات العقلية التى غالبا ما تطيش الا أن الحق وافق الرجل حين قال " أن الرجل المسلح أكثر استقلالا من الرجل الأعزل " وميكافيللى نفسه يرى "ان المقارنة بين الرجل المسلح وغير المسلح معدومة ولا وجود لها اذ أنه ليس من العقل أن نفترض أن المسلح يخضع بمحض ارادته لغير المسلح "
ان قوة الافكار تضارع قوة السلاح وكلاهما جناحا أى منظومة سياسية راشدة- قريبا بمشيئة الله تعالى ربما نفتح ملفات ساخنة وطازجة ....بالهناء والشفاء
قريبا بمشيئة الله تعالى
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)