عندما امتزجت الشخصية الرومانية بالشخصية اليهودية انتقلت اليها بعض الصفات الغير مقبولة والتصقت بها سمة لا خلاقية أثرت كثيرا فى حروبها الخارجية هذه السمة أشار لها المسيح ورسم ملامحها ببراعة مثل دليل السفر الشاق فى غياهب صحراء يعرف طرقها المتشعبة جيدا,
وحيث أن الحياة اليومية صارت ساحة حرب فانك سترى تلك السمة فى المصالح الحكومية فى المعاملات الخاصة فى وجوه تعرفها جيدا هذه السمة هى عندما يكون المرء فى مأزق ويعانى من ضائقة وله حاجة يلتمسها بين يديك يتقرب ويتودد ويجهد ينابيع الدمع ليحرك وقود العاطفة ويشعل فؤادك الغض وعندما تتغير الأحوال والظروف ويصبح فى وضعية قادرة على أن يتخذ القرارات بحرية تامة يتلاشى كل ذلك ويذهب ويصبح شيئا آخر, فيضرب مثلا بملك يحاسب عبيده واذا بأحدهم مديون بعشرة ألاف وزنة فيبكى ويتوسل الى سيده فيتحنن قلبه عليه ثم اذا بهذا العبد الشرير بعدما يخرج يجد رفيق له مديون له بمائة دينار فقط فأمسك بعنقه وقال أوفنى ما عليك فبلغ ذلك الملك فقال له "أيها العبد الشرير كل ذلك تركته لك لأنك طلبت الى أفما كان ينبغى أنك أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا وغضب سيده وسلمه الى المعذبين حتى يوفى ما كان له عليه " ان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم هكذا كانت احدى أهم سمات الشخصية الرومانية التى تظهر جليا فى حروبها الخارجية ولكن هناك سمات أخرى يقول و।ج।دى بورج فى كتابه تراث العالم القديم ترجمة الأستاذ زكى سوس وهو صادر عن مكتبة الأسرة موضحا سياسة الرومان فى الحرب فيقول
" وفى مجال التسلح والقتال كان الرومان على استعداد لأن يتعلموا من أعدائهم وكانت الهزيمة اشارة بالقيام بالاصلاح الذى كان يعاونهم على الخروج من الحرب وقد عقدوا لواء النصر فقد استعاروا الرمح من الاسامنيين و كما تعلموا بناء السفن العظيمة من القرطاجنيين وفى نهاية الحرب الفونية الثانية أوقعوا الهزيمة بهانيبال بالخيالة التى كات الأداة التى استخدمها فى انتصاراته الأولى وعلى غرار الانجليز كانوا يقومون بحروبهم وقد أخذ منهم التخبط وهى عبارة تشير الى انتصار المثابرة السلالية والقدرة على استغلال الهزيمة كوسيلة للنصر "
اذن فالرومان يبدأون حروبهم بالهزيمة ثم التعلم ثم النصر من بعد غلبهم سيغلبون وعندما نقوم باسقاط ما قاله المؤلف على حروبهم مع المسلمين نجد أنها بدأت بوبال غير مسبوق فقد مزقت كل ممزق وأصبحت أحاديث تلوكها الألسنة وبكاء على الأطلال فى أعين مصدومة ثم حدث بعد ذلك فى أوروبا ثورة فكرية فى نظم الحكم والادارة تأثر بالامبراطورية الاسلامية الوافد الجديد للعالم واستخدموا سلاح رجال الدين عندنا كسلاح موجه ضدنا بدلا من ايقاظز الوعى وتبصير الأمة وقد نجحوا فى البداية ولكن لا بد أن ونوضح لهم سياسة الحرب عند المسلمين انها تبدأ بنصر مدوى ثم كبوة لتتمايز الصفوف ولتسقط الأقتعة ويحدث التمحيص ثم يأتى اكليل النصر فى النهاية يتبختر تحمله سواعد الفرسان ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس فالذين أبهروا العالم وسحقوا الممالك فى عقود قليلة استطاع الصليبيون أن يقيموا ممالك فى الشام وأثخنوا فيهم الجراح وأعملوا فيهم القتل فينتهى الامر الى صفوة مختارة تثأر وتعيد الى الامر عنفوانه وقوته مرة أخرى والذين وصلت رماحهم الى الصين جاءهم التتار فأساموهم سوء العذاب فتأتى الصفوة المختارة لتكسر شوكتهم وتعيد بريق الحقيقة ليشع فى العالم من جديد
ان سياسة الحرب عند المسلمين نصر مدوى ثم كبوة للتمحيص ثم نصر ساحق انه حق على الله ولكن هناك سمة أخرى من سمات السياسة الرومانية الحربية وهى التصلب والعناد والمضى قدما فى سبيل العنت لا يردها عنه شىء هذه السمة انتقلت الى أحد حكام المنطقة كان يصم أذنيه يرفض الاستماع يأبى الاستجابة الى نور الحقيقة والنتيجة أن أحد ذراعى الحكم لديه قد انكسرت ويبدو أن الذراع الأخرى ستلقى نفس المصير فقد جاء فى سفر حزقيال فى الاصحاح الثلاثين من احدى وعشرين الى ست وعشرين يقول "يا بن أدم انى كسرت ذراع فرعون ملك مصر و ها هى لن تجبر بوضع رفائد ولا بوضع عصابة لتجبر فتمسك بالسيف مرة أخرى ها أنذا على فرعون ملك مصر فأكسر ذراعيه القوية والمكسورة وأسقط السيف من يده وأشتت المصريين بين الامم وأذريهم فى الاراضى وأشدد ذراعى ملك بابل وأجعل سيفى فى يده وأكسر ذراعى فرعوون فيئن أمامه أنين الجريح وأشدد ذراعى ملك بابل أما ذراعا الفرعون فيسقطان فيعلمون أنى أنا الرب حين أجعل سيفى فى يد ملك بابل فيمده على أرض مصر وأشتت المصريين بين الأمم وأذريهم فى الأراضى فيعلمون أنى أنا الرب " لقد جلب الفرعون الخراب لشعبه